Friday, February 3, 2012

شباب يحترق بنار أمن متواطئ

 قصّتنا هيّ قضيّة شغلت تفاصيلها أهالي سليانة و هي حالة أبنائها الموقوفين على إثر أحداث الشغب التي جدّت في أفريل 2011. 
توجهنا إلى عائلة أحدهم قصد البحث عن جواب يشفي غليل كل متسائل عن أسباب التوقيف و عن مأل هؤلاء الشّباب. هي ام شاقية, أخت محترقة, و إمرأة ذاقت ذرعا مدة 10 أشهر هي فترة توقيف إبنها و عشرات من أبناء المنطقة. 
عائشة, هوّ أسمها, أجابتنا و الدموع تملأ عين الأم التي حملت و أنجبت و ربّت رجلا خطفته من أحضانها فرقة مكافحة الإرهاب في ليلة دامسة الظلام.
كما ذكرت, الاعتقال تمّ بعد 3 أيام من أحداث العنف و الشّغب التي شهدتها سليانة و طالت جل المنشات العمومية و الأمنية في المدينة.
قامت هذه الفرقة المتكونة من 40 سيارة شرطة بمداهمات عشوائية كانت مسيّرة من قبل رئيس مركز الأمن الذي إختار الشباب الموقوفين دون أدلة ملموسة و لأغراض شخصية على حسب رواية أهالي الشبان
 
ما قصّوه علينا هو أنه تمّ إعتقال ابناؤهم ليذهبوا أكباش فداء لمجموعة تظم 5 أفراد من الشخصيات المعروفة في سليانة لكن رغم إصرار الشبان على نفي كل ما نسب إليهم من تهم ملفّقة تواصل توقيفهم دون تحويلهم إلى القضاء طيلة المدة المذكورة و هو أمر مخالف للقانون و خارج عنه. ما رواه لنا الأهالي الذين إنضمّوا الى الأم الجريحة عن كيفيّة الإعتقال قصص لا تصدّق من تهديم و تكسير و نهب و ترويع ومن ضرب و إعتداء على كل أفراد العائلات التي دوهمت منازلها بطرق وحشية و غير أخلاقية.
محاولات عدة قام بها الأهالي بغية تحرير أبنائهم من التعذيب الذي تعرضّوا له في الإستنطاق و من الظلم الذي ما زال كالسحابة السوداء فوق هذه الشريحة الإجتماعية حتى بعد الثورة التي كان شباب سليانة عنصر فعّال فيها. قدّموا لنا الوثائق و الشهود و الأدلة التي تثبت براءة الموقوفين و عدم نزاهة الطرف الأمني, ملابسات غير واضحة حبس على إثرها الإبرياء و أطلق سراح المذنبين ذوي المراكز المرموقة على حد قول من قابلناهم.

و تبقى القصّة بحاجة ماسّة الى تحقيق جدّي و إعادة النظر فيها. و نأمل في قضاء عادل و مستقل لتحديد مصير هاؤلاء الشبّان .

0 comments:

Post a Comment