Wednesday, November 28, 2012

إحراق مقر المعتمدية في مكثر

عملية تصوير المعتمدية لم تكن بالأمر الهين على عكس مركز الشرطة فقد وصلت شاحنة للجيش الوطني فيها تعزيزات عسكرية طوقت المنطقة المحيطة بالقباضة و المعتمدية و من ناحية أخرى كانت النيران قد أتت على جزء كبير من البناية حتى ان أعوان الحماية المدنية كانوا يتدارسون سبل تطويق النيران دون أضرار.
وفي لحظة فلتان توجهت أنظار الجميع نحو القباضة المالية حيث كان هناك صراخ و بكاء و صوت تهشيم و ضرب و ركل، إستغلينا الفرصة و دخلنا بمعاونة أحد الأشخاص لا يمكن ان نذكر صفته.
من الباب الخارجي إعترضنا الدخان و صوت إنفجار الزجاج و تساقط جوانب الأسقف.
 العملية كانت أشبه بفلم إنديانا جونس ما إن تمر من مكان حتى يسقط ورائك حجر ملتهب أو عمود مشتعل و نحن نقفز من هنا إلى هناك و ندخل في سراديب المعتمدية لنصل في النهاية إلى مكتب المعتمد وللحظة واحدة مرت أمامي عشرات المشاهد التي كنا صورناها في هذا المكان إجتماع النيابة الخصوصية، شكاوى المساكن الإجتماعية، ...و اخرها إعتصام الأهالي تماما في هذا المكتب،
 هنا وقف الشيوخ و الأرامل و هنا بكى الفقير و اشتكى الجائع بين هذه الجدران سجنت اهات و همست وشايات و قضيت مصالح و حيكت مكائد و هنا جلس الرئيس فعزف و أطرب ووعد فأخلف.
في هذه الغرفة كانت الكلمة دائما مصدرا ولكنها اليوم كانت فعلا كانت بردا فصارت نارا، نارا أتت على الأخضر و اليابس.
اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، و اصلح ذات بيننا وو حد كلمتنا وولنا خيارنا و افتح على هذه البلدة أبواب رزقك و رحمتك.
                


0 comments:

Post a Comment